بالرغم من التوسع الهائل في تقنيات الإتصال المُختلفة عالميا، ووجود إتجاه مُوحد لإنخفاض أسعار خدمات الإتصالات والإنترنت مع زيادة سرعاتها، إلا أن فئة وحيدة من تلك الخدمات بقيت على مر العصور مُستعصية على وتيرة التطور المُتسارعة تلك، ورفضت بإصرار أن تنخفض تكلفتها بصورة تتفق مع التطور العالمي المُستمر، ألا وهي خدمات التجوال الدولي، وبخاصة خدمات البيانات والموبايل إنترنت أثناء التجوال.
على مدار السنوات القليلة الماضية، وفي إطار تجربتي الشخصية، مثلت بطاقات الهاتف المحلية من البلد التي تقوم بزيارتها الخيار الأمثل المُتاح أمامك إذا ما كنت ستُقيم لفترة طويلة نسبيا، ولكن تبقى الزيارات القصيرة تحديا حيث لا تُثبت أيا من الخيارات المُتاحة جدواها إقتصاديا، فأسعار التجوال بإستخدام بطاقتك الأصلية و من خلال المُشغل المحلي الخاص بك مُرتفعة للغاية، وفي الغالب لا تُقدم لك ما تُريده فعليا، وهو في أغلب الأحيان باقة بيانات جيدة مع قليل من المُكالمات، كما أن البطاقات في البلد المُضيف في معظم الأحيان لا تتناسب مع البقاء لمدة قصيرة حتى تستفيد منها.
قدمت شركة KnowRoaming ما تصفه الشركة بأنه الحل الأمثل لخدمات التجوال، خاصة لمن يتنقلون بين دول عديدة بإستمرار. ويأتي الحل الذي تقدمه الشركة في صورة مُنتجين يُمكن للمُستخدم إختيار ما يُناسبه منهما:
- بطاقة SIM دولية يقوم المُستخدم بوضعها في هاتفه فور الوصول الى وجهته الخارجية
- لاصقة KnowRoaming، وهي لاصقة إلكترونية صغيرة للغاية يتم لصقها على بطاقة الSIM الأصلية الخاصة بالمُستخدم، ويتم تفعيلها تلقائيا عند السفر الى الخارج فيتم التجوال دون الحاجة الى تبديل بطاقة الSIM في الهاتف، وهي ما نضعها اليوم تحت الإختبار.
التركيب وطريقة الإستخدام
تُعد فكرة المنتج بحد ذاتها هي أكثر ما لفت إنتباهي إليه، حيث يتجاوز عقبة تبديل بطاقة SIM المعتادة، وما تحمله تلك الخطوة من إحتمالية أن ينسى المُستخدم أن يصحب البطاقة الخاصة بالسفر معه من الأساس. جاءت طريقة التركيب بسيطة، ويأتي المُنتج مصحوبا بإرشادات التركيب، حيث يتم تطبيق اللاصقة الى الجهة الخلفية لبطاقة الSIM الأصلية الخاصة بك، وهي متوافقة كذلك مع بطاقات microSIM أو nanoSIM، من خلال قطعة بلاستيكية مُعدة لضبطها في المكان المناسب والضغط بقوة عليها حتى تلتصق.
يُمكن فصل اللاصقة الإلكترونية عن البطاقة بإستخدام الأظافر، وإعادة تركيبها في الحال دون أن تفقد قوة اللصق، ولكن أظن ذلك غير مُمكن إذا ما تم فصل البطاقتين لفترة طويلة (لم أقم بإختبار ذلك). بشكل شخصي، كنت أحمل شكوكي تجاه ما إذا كانت تلك اللاصقة الإلكترونية ستُؤثر على أداء البطاقة الأصلية أو تسبب أية مشاكل، ولكنني لم أواجه أية مشاكل تتعلق بذلك على مدار أكثر من شهر من الإستخدام والتجربة.
بعد إتمام وضع اللاصقة الإلكترونية بنجاح، ستحصل على قائمة جديدة من الخيارات من خلال قائمة SIM Applications في هاتفك، تُتيح لك تلك القائمة التبديل بين وضعك الحالي من حيث وجودك في وطنك وإستخدام بطاقتك الأصلية بوضعها الإفتراضي، ووضع إضافي عند السفر وتواجدك في الخارج ويتم عندها تفعيل وضع التجوال وخدمة KnowRoaming.
بعد أن يتم تفعيل وضع التجوال، تتم مُحاسبتك وفقا لأسعار خدمة KnowRoaming في البلد التي تقوم بزيارتها وتتراوح تلك الأسعار بين 0.13$ للإتصال و 0.1$ لإستقبال المكالمات في الولايات المُتحدة الأمريكية، و 0.3$ أو أقل للإتصال و 0.08$ لإستقبال المكالمات في مُعظم دول أوروبا. ولكن المميز في الخدمة فعليا هو خدمات تبادل البيانات، حيث يُمكن أن تحصل على إنترنت بلا حدود على هاتفك في مقابل ٨$ لليوم الواحد في معظم دول أوروبا وأمريكا، بالإضافة الى الحصول على إستخدام مجاني بالكامل للواتس آب في جميع تلك الدول، بما في ذلك إجراء المكالمات بإستخدام whatsapp.
الخلاصة:
إذا ما كنت ممن يعتمدون على إستخدام الإنترنت من خلال هواتفهم بشكل أساسي، وتتميز طبيعة حياتك أو عملك بكثرة التنقل بين دول مُتعددة لفترات قصيرة، فإن خدمة KnowRoaming ستوفي إحتياجاتك بكفاءة، والأهم أنك لن تحتاج الى أي مجهود أو حتى بطاقة SIM إضافية. لا تُعد أسعار الخدمة رخيصة أو مناسبة لك مُطلقا إذا ما كنت تتردد على نفس الدولة مرات عديدة، أو إذا ما كانت زيارتك الى الخارج طويلة المدى، لأنك ستجد العديد من الخيارات المحلية الأرخص سعرا في تلك الحالة.
تبلغ تكلفة لاصقة KnowRoaming الإلكترونية ٣٠$ وتأتي مصحوبة برصيد مجاني قيمته ١٠$، أما بطاقة التجوال التقليدية التي تُقدمها الشركة فتبلغ تكلفتها ١٠$، في كلتا الحالتين يُمكنك شحن رصيدك بعد ذلك ومعرفة أسعار الخدمة في كل دولة من خلال تطبيق خاص بالخدمة متوافر لجميع الهواتف الذكية.
التدوينة تحت الإختبار: لاصقة Knowroaming للتجوال الدولي بأسعار منخفضة ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق