مرت فيسبوك خلال العام الحالي بفترات عصيبة من الناحية الأمنية وتسريب معلومات ملايين المستخدمين وانتهاكات للخصوصية والسماح لشركات تقنية بالولوج لرسائل مستخدمي المنصة واستغلالها في الحملات الدعائية والتسويقية ودور المنصة في التدخل في الانتخابات الأمريكية؛ بالإضافة لاستغلال الشبكة الاجتماعية من قبل جماعات معينة في التحريض على القتل والكراهية والاقتتال العرقي، لكن الغريب تعليق مارك زوكيربيرغ مؤسس فيسبوك في مدونة نهاية العام التي نشرها تعقيباً على أداء الشبكة الاجتماعية خلال 2018؛ حيث عبر عن فخره بما قدموه في مجابهة خطابات الكراهية وحملات التظليل والقضايا المتعلقة بالانتخابات دون التطرق بشكل مباشر للاختراقات وانتهاكات الشركة لمعلومات المستخدمين في الشبكة الاجتماعية التي تملك 2.27 مليار مستخدم نشيط شهرياً!
وبالخوض في النقاط التي ركز عليها زوكيربيرغ كان على رأسها أن الشبكة اليوم يتم إداراتها بـأكثر من 30,000 متعاقد مراقب للحفاظ على سلامة المحتوى والإعتناء وحماية بيانات المستخدمين والذي يعني أن كل 76,660 مستخدم يقعون تحت مسؤولية مراقب واحد فهل هذا يعد كافياً لتجنب نكسات مقبلة والسيطرة وحذف المنشورات المسئية للكبار والصغار وبعض الفئات المجتمعية والعرقية المتنوعة التي تملكها شبكة تحوي أكثر 2 مليار مستخدم؛ في وقت سلطت بعض التقارير الضوء على بيئة عمل المراقبين وشكواهم من ساعات العمل الطويلة والأجر المتدني دون الأخذ بالحسبان كمية الضغوطات التي يتعاملون معها يومياً والمشاهد والمقاطع المسيئة التي عليهم مراجعتها ومراقبتها بشكل دوري.
وصرح زوكيربيرغ في مدونته أن فيسبوك تقوم باستثمار المليارات سنوياً في الشق الأمني الذي قد يكون صحيحاً لكن دون وجود إشراف مباشر للتأكد من الطريقة التي تقوم الشركة بصرف تلك الميزانية الضخمة، فيما تحدث عن الإصلاحات الجديدة من حيث تحكم المستخدمين بمعلوماتهم الشخصية والتنويه إلى أن فضيحة تسريب المعلومات التي ترجع لعام 2014 “كامبريدج أنالتيكا” لن تحدث مجدداً مع التحديثات الجديدة بالإضافة للحديث عن العلاقة مع تطبيقات الطرف الثالث والإجراءات المتخذة للحفاظ على بيانات المستخدمين الشخصية؛ وإعطاء المستخدم حرية أكبر ومجال أوسع للتحكم بالعمليات التي يقوم بها على المنصة وذلك بعملهم على بناء أداة مسح تأريخ التصفح على المنصة.
ومن خلال قراءة ملاحظات مؤسس فيسبوك يمكن ملاحظة عدم وجود وعودات صريحة بالمحافظة على بيانات المستخدمين الذين يعتبرون العامل الرئيس في المنصة ومصدر الدخل الأول إنما جل الخطاب ركز على اخفاء الإخفاق لأكثر من مرة في المحافظة على خصوصيات المستخدمين هذا العام؛ والتركيز على عرض انجازات قد يكون لها دور في الحد مستقبلاً من عمليات مشابهة لكن دون الجزم بذلك، فقد استخدم مارك كلمة فخوراً ثلاث مرات في سياق المدونة وخمس مرات تحدث عن كم الانجاز والتقدم التي قامت به الشركة خلال العام لكن لم تتضمن ملاحظاته أي اعتذار عن الفشل المهني في التعامل مع العديد من القضايا التي تتعلق بخصوصية بيانات المستخدم وتعرض معلوماته للقرصنة والتسريب.
التدوينة مارك زوكيربيرغ فخور بأداء فيسبوك خلال 2018 ومواجهتهم فضائح الاختراقات! ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق