تعتبر القرصنة الإلكترونية جزءً لا يتجزأ من شبكة الإنترنت، لكنها تختلف في أشكالها وأهدافها. فبينما تقوم بعض العمليات على سرقة البيانات والاستفادة منها بشكل مباشر، فإن طرق جديدة ظهرت بالأفق مع ظهور العملات الرقمية، حيث أن البعض أصبح يخترق جهاز غيره ويطلب فدية مقابل عودة البيانات، فيما يفكر البعض بتعدين العملات الرقمية على أجهزة غيرهم لتجنب الضجة والمشاكل.
هذا الأمر قامت شركة كاسبرسكي بدراسته بين 2016 و2018 على فترتين، وبحسب ما نشرته فإن عدد المستخدمين الذين تعرضوا لعمليات التعدين على أجهزتهم خلال فترة 2016-2017 كان 1,889 مليون مستخدم، لكن هذا الرقم زاد بشكر كبير في الفترة بين 2017-2018 حيث وصل عدد ضحايا التعدين إلى 2,735 مليون مستخدم.
ويعمل بعض قراصنة الانترنت الذين يقومون بتعدين العملات الرقمية بوضع برمجيات خبيثة على أجهزة الغير لتعدين العملات الرقمية دون علمهم، وهو ما يساعدهم في استغلال قدرات الأجهزة الأخرى للتعدين بشكل أفضل وأسرع، ويأتي هذا الأمر بعد عزوف القراصنة عن فكرة طلب الفدية، وهي فكرة تقوم على اختراق أجهزة المستخدمين وإيقافها أو سرقة بيانتها ومن ثم جعل أصحابها يقومون بدفع مبلغ مالي لاسترجعها، وهذا المبلغ يكون بتحويل المال من البطاقات الإليكترونية إلى رصيد عملات رقمية لصعوبة تعقب مستلمها، لكن هذا الأمر يسبب أحياناً الكثير من المشاكل وحتى أن البعض يرفض دفع المال مما يسبب فشل للقراصنة.
ولا يقتصر أمر تعدين العملات الرقمية على مستخدمي أجهزة الكمبيوتر، بل أن الأمر وصل إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أي أنه يمكن وضع البرمجيات الخبيثة في هذه الأجهزة عبر التطبيقات ورسائل البريد الإليكتروني الغير معروفة المصدر لتقوم بتعدين العملات الرقمية باستخدام قوة الجهاز الذي تم اختراقه دون أي علم للمستخدم.
وبحسب خبير كاسبرسكي أنتون إيفانونف، فإن ارتفاع نسبة تعدين العملات الرقمية على أجهزة الغير يأتي كبديل لمشكلة طلب الفدية التي تصاحبها الكثير من الضجة من وسائل الإعلام والحكومات.
وذكر التقرير، أن إجمالي عمليات طلب الفدية انخفض بنسبة 30% في 2016-2017 مقارنة مع 2017-2018 حيث أن العدد تراجع من 2,581 مليون إلى 1,812 مليون تقريباً، فيما ارتفع عدد المستخدمين الذين تعرضوا لعمليات التعدين الإليكتروني إلى 44.5% في نفس الفترة من 1,899 مليون إلى 2,736 مليون تقريباً.
التدوينة 2.7 مليون مستخدم وقعوا ضحايا لعمليات التعدين الخبيث خلال عامٍ واحد ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق