انقضى على وصول حواسب “آي ماك برو” iMac Pro الجديدة أكثر من أسبوعين تقريبًا، الأمر الذي يجعل الوقوف على أدائها بشكل عام مُمكن بعيدًا عن الأرقام الرسمية التي دائمًا ما تُشاركها الشركة، والتي غالبًا تكون ضمن ظروف مثالية قد لا تتحقّق عند استخدام الأجهزة على أرض الواقع.
هناك بعض البرامج الجاهزة لهذا الغرض على غرار GeekBench 4 الذي يقوم بإجراء مجموعة من العمليات الحسابية المُعقّدة بأكثر من شكل حيث يبدأ باختبار تلك العمليات بواسطة نواة واحدة، ثم يقوم بتفعيل بقيّة الأنوية لرصد الفرق في الأداء. كما يقوم أيضًا باختبار أداء معالج الرسوميات للوقوف على جودته وعلى قوّة مُعالجته.
من ناحية الأداء، فإن حواسب “آي ماك برو” الجديدة بالمواصفات العتادية القياسية (أقل مواصفات يُمكن الحصول عليها) سجّلت عند العمل بنواة واحدة 5492 نقطة، في وقت سجّلت فيه حواسب “آي ماك 2017” ما يصل إلى 5700 نقطة، وأخيرًا “ماك بوك برو 2017” 4885 نقطة، وهُنا يُمكن رصد تقارب الأداء بين جميع أجهزة آبل الصادرة خلال هذا العام. لكن وعند تشغيل جميع الأنوية، والتي يبلغ عددها 10 في حواسب “آي ماك برو”، فإن الأداء اختلف.
ظهر الفارق عن استخدام الطاقة القصوى، فحواسب “آي ماك برو” سجّلت 36928 نقطة، في وقت سجّلت فيه حواسب “آي ماك” 19789 نقطة و”ماك بوك برو” 16377 نقطة فقط، لتظهر قوّة المعالج الجديد. كما تفوّق الحاسب الجديد بشكل واضح في سرعة الكتابة على الهارد مُسجّلًا سرعة وصلت إلى 3 غيغابايت في الثانية الواحدة.
بالنظر إلى تلك الأرقام ولكونها صادرة عن برامج، لا يُمكن اعتبارها المعيار الأمثل أيضًا، فالاستخدام الحقيقي في برامج تحرير الفيديو أو تعديل الصور هو المقياس لأن مثل تلك الأمور تتطلّب سرعة مُعالجة خيالية أحيانًا، وهو أمر أظهر قوّة حواسب “آي ماك برو” الجديدة.
عند تجربة إخراج مقطع فيديو سينمائي رُباعي الأبعاد 4D على جهاز يعمل بمعالج مؤلّف من 16 نواة تبلغ تكلفته الإجمالية أكثر من 5 ألف دولار أمريكي، استغرق الأمر 3 دقائق و18 ثانية فقط، وفي حواسب “آي ماك برو” استغرق 5 دقائق و20 ثانية، و12 دقيقة و22 دقيقية في حواسب “آي ماك” و”ماك بوك برو” على الترتيب، الأمر الذي يُظهر بالفعل قوّة الأداء في الحاسب الجديد.
ولم يختلف الأداء أبدًا عند استيراد فيديو بدقّة 8K، فالمقطع عمل دون مشاكل مع تطبيق بعض التأثيرات مثل ضبط درجات اللون الأبيض أو بعض الفلاتر اللونية لتظهر بشكل فوري أثناء تشغيل المقطع نفسه، وهذا أمر يتطلّب قوّة معالجة ولا يُمكن لجميع الأجهزة تحمّله عند استيراد مقاطع 4K، لكن “آي ماك برو” قام بها حتى مع مقاطع 8K.
ختامًا، تلك الحواسب ليست للجميع، ولا حتى لمُستخدمي نظام “ماك أو إس”. فقوّة المعالجة والتكلفة التي تبلغ 5000 دولار أمريكي تقريبًا تجعلها خيارًا لأصحاب المهام المُتخصّصة كتحرير الفيديو والصور، ورُبمّا برمجة الألعاب الاحترافية.
التدوينة مُقارنة أداء حواسب “آي ماك برو” الجديدة بأداء “آي ماك” و”ماك بوك برو” ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق