يبدو أن ثروة “جيف بيزوس” Jeff Bezos، مؤسس شركة أمازون، التي زادت 33 مليار خلال عام 2017 لوحده لم تأتي من فراغ أبدًا، فإلى جانب المبيعات العالية التي يُحقّقها المتجر وخدمات الشركة المُختلفة، يسعى القائمون عليها لتوفير أكبر قدر مُمكن من المصاريف وذلك في مستودعات الشركة المُختلفة.
صحيفة Mirror البريطانية خرجت بتقرير مُفصّل تم إعداده من قبل أحد الأشخاص الذين عملوا لفترة 5 أسابيع في مستودع شركة أمازون في المملكة المُتحدة، الذي يُعتبر من أكبر المستودعات في أوروبا ويشحن 1.2 مليون قطعة سنويًا، وهو تقرير صادم يُظهر صعوبة ظروف العمل التي توفّرها الشركة.
ويبدأ الدوام اليومي من الساعة 7:30 صباحًا وينتهي في تمام الساعة السادسة مساءً، حيث يعمل الموظّفون 55 ساعة على الأقل أسبوعيًا، الأمر الذي دفع البعض للنوم واقفًا خلال ساعات العمل من شدّة الإرهاق حسبما ذكر الموظّف. كما عانى البعض من انهيار أثناء العمل قبل أن تأتي الإسعاف لنقله لتلقّي العلاج المُناسب.
ويعمل في المستودع ما يُقارب الـ 24 ألف موظّف أمامهم شاشة تُظهر لهم عدد الطرود التي قاموا بإتمامها خلال اليوم، مع وضع هدف يومي يتغيّر بناءً على الأداء، بحيث يجب الموظّف نفسه مُجبرًا لزيادة الجهد لتلبية رغبات الشركة التي تنص على الانتهاء من طرد كل 30 ثانية تقريبًا!
وتقوم الشركة باحتساب فترة التوقّف للذهاب إلى المراحيض التي تبعد 5 دقائق تقريبًا من محطّات العمل الخاصّة بالموظّف. كما تمنحهم فترتي استراحة مدّة الواحدة منها نصف ساعة فقط يحتاج الموظّف فيها لتناول الطعام والعودة فورًا لتجنّب أي مخالفات من المُشرفين.
ولا يُسمح للموظّف بالجلوس أثناء العمل حتى في حالة عدم وجود طرود. كما لا توجد نوافذ لإدخال ضوء طبيعي، وبالتالي يتعرّض العُمال طوال النهار لإضاءة اصطناعية الأمر الذي أدى إلى مشاكل صحيّة ونفسية بالنسبة للبعض، فبحسب التقرير، أُصيبت موظّفة بنوبات هلع عندما أخبرها المُشرف أنها بحاجة للعمل لساعات إضافية خلال فترة الأعياد.
وشدّد صاحب التجربة أنه بالأساس من الأشخاص الرياضيين الذين أنهوا سباقات ماراتون دون مشاكل. لكنه وخلال العمل في أمازون شعر بتعب شديد جدًا لا يُمكن تحمّله، كما أن مؤشّراته الحيوية ارتفعت بشكل كبير خصوصًا أنه يمشي 15 كليومتر على الأقل يوميًا داخل بيئة العمل.
ولم يمدح أحدًا بيئة عمل أمازون في المملكة المتحدة، فظروف العمل سيئة جدًا والرواتب قليلة جدًا، فالموظّف يحصل على 800 جنيه استرليني تقريبًا، في وقت تبلغ فيه تكلفة أصغر غرفة قريبة من موقع العمل 600 جنيه شهريًا، الأمر الذي دفع البعض للنوم في خيمة خارج مقرّ العمل.
وروى الموظّف أنه في أحد الأيام شاهد على شاشته هدفًا لإتمام 120 طرد خلال ساعة واحدة فقط، مع إمكانية ارتفاع الرقم إلى 200 في المُستقبل حسبما روى بعض أصحاب التجارب.
وتدّعي أمازون أنها توفّر ظروف عمل صحّية وتحفيزية تسعى لإرضاء الجميع. لكن وبحسب التقرير تحتاج الشركة لتبرير كل شيء وإيضاح الأسباب التي أدّت إلى هذا الأمر. كما تحتاج أيضًا لعلاج تلك المشاكل وعرض تقارير تُظهر ذلك التغيّر.
التدوينة ظروف عمل مؤسفة جدًا في مستودعات أمازون في المملكة المُتحدة ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق