أُصيبت أنظمة الخطوط الجوية البريطانية British Airways بعطل فنّي أدى إلى كارثة نوعية لأن مُعظم الرحلات في مطارات لندن توقّفت بسبب هذا العطل. كما أن المُسافرين الراغبين بحجز بطاقات السفر لم يكونوا قادرين على القيام بهذا الأمر بسبب نفس العطل. وهذا يعني أن خوادم الشركة الرئيسية هي التي تعرّضت للخلل لتُشل بذلك حركة المطار بالكامل.
وبعد تدقيق ومتابعة للمُشكلة تبيّن أن الأمر نتج عن عطل فنّي في وحدات تزويد الكهرباء ليتوقّف النظام الرئيسي عن العمل، وتتضرّر بذلك جميع الوحدات المُلحقة به.
وقبلها بأيام قليلة تعرّض حساب وكالة الأنباء القطرية على تويتر للاختراق، وهو ما أدّى إلى نشر مجموعة كبيرة من التغريدات المُفبركة والأخبار الكاذبة استغلالًا لهذا الاختراق، وللانتشار الكبير للوكالة بطبيعة الحال.
ومع انتشار الأخبار على حساب الوكالة في تويتر، بدأت كُبرى وسائل الإعلام العربية، والعالمية كذلك، بنقل تلك الأخبار بشكل فوري والأخذ بها دون التشكيك في مصداقيّتها أبدًا، أو حتى دون إخضاعها للمنطق العقلي؛ فأن يخرج رئيس ويقوم بشتم رئيس دولة أُخرى على العلن أو يُعلن موقفه المُعادي ضد دولة بشكل عشوائي أمر لم نعتد عليه أبدًا، فمثل تلك التصريحات غالبًا ما تأتي بعد مواقف سياسة أو بعد قمم عربية.
ولكي لا نخوض كثيرًا في السياسة -ولا حتى في التغطية الأخبارية المُتسرّعة التي قامت بها بعض وسائل الإعلام والتي أدّت بدورها إلى مشاكل بين دول، وإلى حجب بعض المواقع أيضًا- الأفضل لنا الاستفادة من تلك التجربة خصوصًا بعد توقّف أنظمة الخطوط الجوية البريطانية عن العمل.
في عام 2017، وفي ظل وجود ثورة في عالم الاتصال، من المؤسف جدًا أن تُبث الأخبار العاجلة على هيئة نص فقط دون وجود فيديو مُرفق يؤكّد صحّة تلك الأخبار. فما قامت به الخطوط الجوية البريطانية هو الدفع بمدير العمليات في الشركة مُرتديًا زي فريق العمليات، ليخرج على الهواء عبر تويتر في فيديو ويوضّح ما حصل.
http://pic.twitter.com/E7B5im0C09
— British Airways (@British_Airways) May 27, 2017
الشركة باختصار كانت قادرة على إصدار بيان رسمي مكتوب تُبيّن فيه ما حصل، لكنها وبذكاء دفعت الشخص المسؤول عن سير العمليات للتحدّث بنفسه مع عُملاء الشركة على اعتبارهم بشر ويجب أن يُعاملوا باحترام. كما أن ارتداء زي الفريق يعكس بدوره دهاء آخر لسنا بصدد الحديث عنه.
وبالعودة إلى وكالة الأنباء القطرية، وغيرها من وكالات الأنباء بشكل عام، يجب الاستفادة من تلك التجربة والتفكير في المُتلقّي النهائي أيًا كان، فالأخبار العاجلة بحاجة لنوع من التفاعل بعيدًا عن مجموعة المحارف التي تصفها، فالأفضل ولتفادي الكارثة التي حلّت بعد اختراق حساب وكالة الأنباء القطرية هو الاستعانة بالفيديو عند الرغبة في بث خبر عاجل.
ولا يجب إهمال فكرة أن الشبكات الاجتماعية جاءت لكسر الحواجز بين المؤسّسات وبين المُتابعين. هذا يعني أنه حتى وعندما يتعذّر التصوير في استوديو يُمكن للمُراسل الخروج بكاميرا هاتفه مُستخدمًا حساب الوكالة الرسمي بكل تأكيد. وبهذه الحالة يتم على الأقل التقليل من احتمالية انفجار الدول وحدوث حالة من الغليان بين بعض وكالات الأنباء وكأنهم كانوا بانتظار خطأ بسيط أو مُشكلة لتصعيد الموقف!
الحل بسيط جدًا، أخبار عاجلة يعني بثّها بالفيديو، خصوصًا تلك الحسّاسة التي تكون على مستوى الحكومات والرؤساء. أما الاعتماد على النص فقط لإيصال خبر عاجل أو لتبرير مادّة ما، فالأمر في 2017 أصبح فيه نوع من التخلّف.
التدوينة ما يُمكن استخلاصه من اختراق وكالة الأنباء القطرية وتوقّف أنظمة الخطوط الجويّة البريطانية ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق