تعود أهمية قطاع التجميل في السعودية إلى اعتباره أحد أكبر أسواق التجميل في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتم إنفاق ملايين الريالات في هذا السوق كل عام.
في السابق كانت هناك مواسم معينة يزدهر فيها هذا القطاع مثل إجازة نهاية الإسبوع أو مواسم الأفراح. لكن حاليًا بات الموسم يشمل العام كاملًا. وحتى نفهم كيف حدث كل ذلك؟
علينا أن نلقي الضوء على تأثير الشبكات الاجتماعية حيث ساهمت الفاشينيستا Fashionista في إعادة تعريف مفاهيم الجمال عند الفتيات، حتى أصبحن من بين الشخصيّات الأكثر متابعةً على مواقع التواصل الاجتماعي. مما ساهم في خلق حالة من الهوس بالمكياج لدى شريحة كبيرة من الفتيات، وساهم ظهور مزيد من الفاشينيستا في الترويج لكثير من المنتجات المتعلقة بهذا القطاع.
وبسبب تغيّر عادات المستخدمين في السعودية تحوّلت شبكة اجتماعية مثل سناب شات إلى منصة لترويج منتجات المكياج، هذا النمو في عادات المستخدمين قابله نمو في متاجر التجميل مثل متجر آستر للتجميل ، حيث ساعدت مثل هذه المتاجر على وجود علامات تجارية مهمة في السوق مثل انستازيا، أو حتى الفيتامينات مثل سيروم فيتامين سي
استغلت شركات مثل سناب شات حالة القلق وعدم الرضا لدى السيدات بشأن أجسامهن وأشكالهن وقامت بصناعة المزيد من فلاتر عدسة سناب شات لمحاكاة الجمال. وهذا بدوره خلق مزيدًا من صور الكمال التي تبحث عنها الفتيات، مثل الفلتر الذي يزيّن الرأس بالورود، أو يجعل العينين واسعتان، أو يقوم بتصغير الأنف وغيرها من الفلاتر التي يمكنها إزالة العيوب وإضفاء المزيد من الجمال، مثل تصفية بشرة الوجه أو تزيين الوجنتين وتكحيل العينين أو تلوين الشفتين.
وزارت وسائل التواصل الاجتماعي من هوس الناس بالظهور بأجمل شكل، وهذا الهوس زاد من حجم الإنفاق على قطاع المكياج
حجم إنفاق النساء على قطاع المكياج
وبحسب بيانات المعرض السعودي لأدوات ومستحضرات التجميل 2020 تبلغ إنفاق الإستهلاك 5.2 مليار دولار بحلول نهاية عام 2020، متوقع نمو التجزئة 6.9 مليار دولار بحلول عام 2021، متوقع الزيادة 8.5 مليار دولار بحلول عام 2022.
ويمكن تقسيم قطاع التجميل في إلى عدة قطاعات مهمة
- قطاع تصنيع مواد ومستحضرات التجميل.
- قطاع مستحضرات وأدوات العناية بالبشرة.
- متعهدي تجهيز الصالونات والمراكز التجميلية.
- قطاع مستحضرات ومستلزمات وأجهزة العناية بالشعر.
- قطاع التجارة الإلكترونية (المواقع المتخصصة والتطبيقات)
- قطاع الصالونات ومراكز العناية بالشعر والأظافر.
ويمكن ملاحظة أن النمو في في أحد هذه الأسواق سوف يعزز النمو في الأسواق الأخرى، حيث أن الطلب العالي في قطاع تصنيع مواد ومستحضرات التجميل، سوف يخلق فجوةً وطلبًا هائلًا في قطاع التجارة الإلكترونية مثل المتاجر والتطبيقات المتخصصة في بيع مستلزمات المكياج والتجميل. وبحسب بيانات غرفة جدة يوجد في محافظة جدة لوحدها نحو 15 ألف صالون تجميل نسائي مما يعكس ضخامة السوق والطلب على هذه الخدمات.
توظيف السعوديات في قطاع البيع
تنبهت الحكومة إلى حجم هذا القطاع وأصدرت وزارة الموارد البشرية قرارًا يقضي بتوطين وظائف قطاع مراكز التزيين ومشاغل الخياطة النسائية، وذلك من أجل تشجيع الفتيات السعوديات للعمل في هذه القطاعات الحيوية والهامة. كما يساعد وجود موظفات سعوديات في هذا المجال على كسر حاجز الخجل وخدمة نساء مثلهن وتلبية طلباتهم في منتجات خاصة مثل مزيل عرق وغيرها من المنتجات.
هذا وتشكل مشاريع صالونات تصفيف الشعر ومراكز العناية بالجسم أحد أهم المشاريع التي يتم إطلاقها من فتيات الأعمال في الآونة الأخيرة. وباتت هناك إعلانات وظائف تحمل مسميات كوافيرات السعوديات، كما قامت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بإطلاقات دبلومات تعليمية في هذا المجال من خلال الكلية التقنية للبنات واستحدثت أقسامًا جديدة مثل قسم تقنية التجميل وتخصص العناية بالبشرة والعناية بالشعر، و قسم تقنية الخياطة وإنتاج الملابس تخصص تصميم الأزياء وتخصص الخياطة.
نهضة المتاجر الإلكترونية تدعم قطاعات أخرى
نهضة المتاجر الإلكترونية في السوق السعودية هي أحد أهم العوامل في تطوير قطاعات أخرى قد يغفل عنها المراقبين للسوق مثل التسويق، القطاع اللوجستي، أنظمة الدفع الإلكتروني، المحتوى الإلكتروني. حتى يصل تأثيرها للأنظمة الحكومية. إن التنافس بين المتاجر يرفع الطلب على صناعة المحتوى والتسويق والاستثمار في خلق محتوى مرادف للنشاط التجاري. وهذا بدوره يساهم في خلق فرص عمل كثيرة في مجال صناعة المحتوى. مثل كتابة المدونات، إدارة حسابات الشبكات الاجتماعية وغيرها… سواءً كانت على هيئة عمل دائم أو التعاون مع مستقلين.
كما أن زيادة الطلب على إنشاء متاجر إلكترونية، خلق حالة من الطلب المتزايد على مزودي الخدمات اللوجستيّة مثل إدارة المخزون، والتخزين، والنقل، واستعادة المنتج واستبداله وغيرها من الخدمات في هذا القطاع المهم، إن هذه النهضة سرّعت من الأنظمة والقوانين في قطاعات أخرى. ويصل الأمر إلى تطوير أنظمة الدفع الإلكتروني جاءت متوافقة مع رؤية المملكة 2030 لتقليل التعامل النقدي وحجم النمو الهائل في التجارة الإلكترونية، التي خلقت لنا فنتك السعودية حيث وصل عدد شركات التقنية المالية التي بدأت أعمالها التشغيلية في العام 2020 إلى 60 شركة.
تطوير المواقع والتطبيقات للمتاجر الإلكترونية هو قطاع مزدهر جدًا، ينمو بالتوازي مع نمو المتاجر. أيضا نموه يزيد الطلب على (تعلّم دورات لغات البرمجة) وبناء التطبيقات لأنظمة أندرويد أو آي أو إس. من أجل ذلك كله؛ تسهيل إجراءات التجارة الإلكترونية يمكن أن يخلق آلاف فرص العمل في قطاعات أخرى ويحرك الاقتصاد ويخلق نموًا.
–
الكاتب: سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.
التدوينة متجر آستر: قطاع المكياج في السعودية يشهد نموًا ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق