في إبريل 2019م، انتقلت بشكل رسمي إلى عملي الجديد. ومع انتقالي للعمل اتخذت قرارًا مختلفاً هذه المرة: استخدم منتجات ليست من قوقل. يعرفني أصدقائي ومن حولي أنني مستخدم شرِه لمنتجات وخدمات جوجل، وقد أكتب سطورًا ومقالات عن ولائي لهذه الخدمات والمنتجات (على الرغم من تحفظي على الشركة نفسها)، إلا أنه حفاظاً على وقت القارئ، فلن أتطرق لذلك.
انطلقت في تجربتي هذه، والتي في ذلك الوقت اعتبرتها تحررًا من منتجات وخدمات جوجل، وقررت استخدام الخدمة والمنتج الأفضل بغض النظر عن مقدمها. بدأت ذلك في استخدام العديد من المنتجات والخدمات من مايكروسوفت، والتي بدا لي أنها تطورت كثيرًا في السنوات الأخيرة. وسأذكر النقاط المهمة التي دارت حولها تجربتي بشكل كبير.
مايكروسوفت سيرفس لابتوب – جوجل كروم بوك:
في عام 2012م، اشتريت (سامسونج) كروم بوك كأول تجربة لي. كنت متحفظاً قليلاً عند شرائي لها نظرًا لكون نظام كروميوم، الذي تعمل به أجهزة كروم بوك، محدود من حيث القدرات، ومحدود أيضاً من حيث احتكار جوجل لخدماتها (مع بعض الاستثناءات البسيطة وقتها) على النظام.
كانت تجربتي بشكلٍ عام إيجابية، فالنظام كان سريعاً جدًا مقارنةً بنظام ويندوز، وتشغيل الجهاز لا يستغرق أكثر من 10 ثواني ليصبح جاهزًا للاستخدام، عكس ويندوز الذي كان وقتها يستغرق بضعة دقائق عند تشغيله وتجهيزه للاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، كنت سعيدًا باستخدامي لمنتجات جوجل مثل جوجل دوكس وجوجل درايف، ولكن بعد تجربة سنة وجدت نفسي مضطرًا للعودة من جديد إلى أجهزة ويندوز، وذلك بسبب محدودية خدمات جوجل المقابلة لخدمات مايكروسوفت أوفيس.
في هذه المرة قررت شراء مايكروسوفت سيرفس لابتوب، سلسلة الأجهزة المحمولة الجديدة من مايكروسوفت ذات الجودة العالية، والتي تشبه كثيرًا أجهزة آبل من حيث الشكل والأداء وسهولة الاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام ويندوز وبرامجه متعارف عليها، وبالتالي لن أواجه المشكلة التي كنت أواجهها كثيرًا عند استخدامي لبرامج مثل جوجل سلايدز، والذي عندما أنتهي من عمل الملف المرئي وإرساله للأشخاص المعنيين، أتفاجأ بأن الملف عن تغير ترتيبه الذي وضعته وأصبح مبعثرًا، نظرًا لتشغيله على برنامج مايكروسوفت باور بوينت. لا أعلم إن كانت جوجل حلّت هذه المشكلة الآن، ولكنها كانت مشكلة كبيرة لي في أداء عملي في السابق.
بشكل عام، شعرت أن مايكروسوفت أخيرًا استطاعت اللحاق بجوجل من حيث دمج خدمات الأونلاين في ويندوز. فعندما تفعّل خدمات ون درايف، كل ما تقوم به على جهازك بإمكانك رفعه وبشكل تلقائي على حسابك في ون درايف، وبإمكانك الوصول لأي من هذه الملفات بكل سهولة ليس فقط في جهازك، بل وعلى جوالك أو على المتصفح.
هناك العديد من الملاحظات التي ظهرت مع استخدامي للسيرفس لابتوب، مثل التعطل المفاجئ للكاميرا عند تشغيلي للجهاز، وبالتالي لا يستطيع الجهاز التعرف على وجهي وفتح القفل واستكمال تشغيل الجهاز، وفي بعض الأحيان يتعطل التخزين التلقائي السحابي عند استخدامي لأحد برامج مايكروسوفت أوفيس، فأضطر لتكوين ملف جديد ونقل المحتوى له، ثم حذف الملف المتعطل. وهناك مشكلة شائعة في أجهزة سيرفس وهي عدم القدرة على حذف اللغة الإنجليزية البريطانية من الجهاز، فعندما تحذفها من لغات الجهاز وتعيد تشغيله، ستعود اللغة مرة أخرى.
ومن هذه النقطة، أستطيع الدخول إلى مجموعة من الخدمات التي أتت مع سيرفس لابتوب، ومقارنتها بخدمات جوجل التي استخدمتها لسنوات.
ون درايف – جوجل درايف:
بدأت باستخدام ون درايف منذ ثلاثة سنوات تقريباً. كانت الخدمة لا زالت متأخرة عن جوجل درايف من معظم النواحي. فطريقة استخدام البرنامج على نظام آندرويد كان بطيئاً، وكثير المشاكل والأخطاء، وباختصار كان من غير المعقول بالنسبة لي أن استخدم ون درايف بدلاً من قوقل درايف. كان استخدامي لون درايف مجرد رفع احتياطي للملفات، بعد اعتمادي على جوجل درايف في رفع جميع ملفاتي. وبعد شرائي لسيرفس لابتوب، عدت مرة أخرى لاستخدام التطبيق على الآيفون وآندرويد، ووجدت أن التطبيق أصبح متطوًار كثيرًا على أنظمة آبل، ولكن نسخة الآندرويد لا زالت متأخرة ومشاكلها كثيرة، لدرجة أن التطبيق في بعض الأحيان لا يستطيع مشاركة الملفات (ومن المفترض أن شيء كهذا أن يكون أساسياً ضمن التطبيق).
بعد شرائي لسيرفس لابتوب، وجدت أن هذه الخدمة مدمجة بشكل جميل مع نظام ويندوز 10. يمكنني الوصول لجميع الملفات من خلال اللابتوب من مجلد خاص بون درايف، وبمجرد ضغطة على الملف يقوم ون درايف باستدعاء وتحميل الملف سريعاً وفتحه، وأي تعديل أقوم به (من خلال البرنامج نفسه) يتم حفظه، وبإمكاني العودة لأي نسخة سابقة وإكمال عملي عليها.
جوجل دوكس – مايكروسوفت وورد:
كمستخدم قديم لجوجل دوكس، كان خيار استخدام وورد دوكس أونلاين خارج النقاش والتفكير، وأحسب أن معظم الناس يتفقون في ذلك. ولكن قبل سنة من شرائي لسيرفس لابتوب، جددت اشتراكي مع ون درايف، ومع تجديدي عرضت علي مايكروسوفت خدماتها من جديد عبر الإيميل، فقررت تجربتها على اللابتوب السابق، وشعرت أن هناك تطورًا حقيقياً في خدمات مايكروسوفت (على الأقل في برامج مايكروسوفت أوفيس)، ولكن لم أشعر أنهم وصلوا إلى مستوى جوجل، خصوصاً من حيث تواجد الخدمات واستخدامها على الانترنت.
جدير بالذكر مرة أخرى أن ميزة فتح ملفات مايكروسوفت وورد على جهازك وتعديلها وحفظ كل ما تقوم به على حسابك، وليس على جهازك. حيث يمكنك الوصول لهذه الملفات عن طريق التطبيق على الجوالات أو عن طريق الويب. قد تكون هذه الميزة هي الأجمل في خدمات مايكروسوفت، فهي تتفوق على جوجل من حيث أنك تستخدم نفس البرنامج المثبت على جهازك، وليس صفحة إنترنت بنسخة مخففة من البرنامج.
آوتلوك – جيميل:
ربما كانت هذه الخطوة الأكثر جرأة من الخطوات السابقة، فالجميع يعلم أن جيميل يتفوق بسنوات ضوئية على غيره من خدمات البريد الالكتروني، وأصبح من الغريب أن ترى شخصاً يستخدم بريدًا غير بريد جيميل، بل حتى كارهي جوجل يستخدمون جيميل.
اتخذت الخطوة بعد تجربة طويلة لا بأس بها، فأقدم إيميل لدي هو إيميل هتميل، وقد صنعته منذ بدايات الإنترنت في المملكة، واستمر معي هذا البريد عبر تغيرات الإنترنت محلياً، مثل موجة مواقع التشات، ومنتديات الانترنت، والبريد الالكتروني، واستمريت مع هذا البريد حتى بعد ظهور جيميل وسعة واحد جيجا (التي كانت تعتبر ميزة خارقة وقتها). واستمريت متمسكاً به إلى أن اشترت جوجل يوتيوب نهاية العقد الماضي، وأصبح الدخول لحسابك في يوتيوب يستلزم وجود حساب في جيميل، فصنعت حساباً لدي جيميل على مضض.
بعد العودة لبريد هتميل لعدة أشهر، طلب مني أحد الأصدقاء بريدي الالكتروني فوضعت له بريدي، فتفاجأ من ذلك وكان رده: “هتميل!” ثم قال مازحاً: “ما تستحي؟” فأخبرته أن استخدامي للبريد الالكتروني محدود جدًا ولا أكاد أرسل رسالةً إلا مرة في السنة، وأن جميع الرسائل التي أستلمها ما هي إلا رسائل تأكيد لمشترياتي على الإنترنت، أو عمليات سحب من البطاقة البنكية وغير ذلك.
ربما الميزة الوحيدة التي افقتدتها هي ميزة سحب معلومات رحلات سفري من البريد ودمجها في نظام آندرويد ومساعد جوجل، والذي يضيف رحلاتي تلقائياً في تقويم الجوال، ويذكرني باقتراب موعد الرحلة وأنه ينبغي علي التحرك للمطار والوصول في وقت مناسب، بل وفي بعض الأحيان يستطيع سحب رقم بوابة السفر.
صور جوجل – صور مايكروسوفت:
ظهرت خدمة قوقل فوتوز الخاصة بالصور مع خدمة جوجل بلس، خدمة التواصل الاجتماعي التي فشلت بعد محاولات ضخمة من جوجل لإقناع الناس باستخدامها. كنت من أوائل مستخدمي قوقل بلس، وبالتالي عند ظهور خدمة رفع الصور انضميت لها مباشرة. تطورت خدمة جوجل فوتوز مع الزمن إلى أن انفصلت عن جوجل بلس وأصبحت خدمة مستقلة، واستمرت في تطورها إلى أن أصبحت جوجل تستعرض ميزاتها الجميلة كأحد النقاط الأساسية في مؤتمراتها.
لا زالت خدمة صور جوجل هي الأفضل حتى الآن، ولكن بعد شرائي لمايكروسوفت سيرفس، اكتشفت أن لديهم خدمة مشابهة لها، وهي خدمة مدمجة مع النظام بشكل جميل. قررت استخدامها بشكل أكبر، ونظرًا لوجود معظم الصور في حسابي المرتبط بتطبيق ون درايف، فكانت جميع الصور تظهر لي مباشرة على اللابتوب عند فتح برنامج الصور. شعرت أنها ميزة جميلة فعلاً، خصوصاً وأن تطبيق ون درايف (نسخة الآيفون) لديه قسم خاص بالصور. يعيب على هذه الخدمة -مثل معظم خدمات ويندوز- البطء في سحب البيانات، فعندما أريد فتح فيديو أو صورة عالية الجودة، يستغرق ذلك وقتاً أطول من صور جوجل. أضافت مايكروسوفت قبل فترة ميزة سبقتها بها جوجل وهي ميزة تسجيل الأشخاص، أي أن البرنامج يستطيع تمييز أوجه الأشخاص الظاهرين في الصور، وبالتالي يمكنك تسمية الأشخاص بحيث يمكن الدخول على جميع الصور التي صورتها لذلك الشخص، بدلاً من البحث وإضاعة الوقت في البحث.
المشكلة هنا أن برنامج صور مايكروسوفت على السيرفس يحتوي على العديد من الميزات، مثل إمكانية تفضيل الصور والفيديو ووضعها في قسم باسم “المفضلة” بحيث يمكنك الوصول لها بسهولة، وميزة تمييز الأشخاص التي ذكرتها، ولكن هذه الميزات لا تعمل إلا على اللابتوب، أي أن كل عملك هذا سيبقى على اللابتوب فقط، ولن تجد هذه الميزات على تطبيق ون درايف في الآيفون أو الآندرويد. وهنا يأتي تفوق جوجل على مايكروسوفت في هذه الخدمة، حيث بإمكانك عمل جميع الميزات التي ذكرتها، بالإضافة إلى ميزات أخرى كثيرة (تعديل الصور متقدم جدًا على غيره) وجميع هذه الميزات تعمل بنفس المستوى على آندرويد، وآيفون، ونسخة الويب في حال أردت استخدامها على اللابتوب.
خلاصة التجربة:
بشكل عام، كانت تجربة جميلة مع خدمات مايكروسوفت، والتي حاولت خلالها تجربة جميع الخدمات التي قد تفيدني، وليس فقط الخدمات المشهورة. تقدمت مايكروسوفت كثيرًا في السنوات الأخيرة من حيث الخدمات، ولكن يبدو أنها لم تصل حتى الآن لمستوى جوجل. فتطبيق الصور، ومتصفح إيدج، تتفوق جوجل فيهما بشكل كبير. أما بالنسبة لتطبيقات مثل ون درايف، وورد دوكس، فأشعر أن مايكروسوفت تقدماً بشكل كبير وأصبح استخدام هذه الخدمات مناسباً، على الرغم من أنه لم يصل لمستوى خدمات جوجل. وهناك خدمات قد تتفوق فيها مايكروسوفت مثل سيرفس لابتوب، والذي أفضله بدون تردد على جوجل كروم بوك، وخدمة مايكروسوفت وورد التي تطورت وأصبحت تقدم مستوى ممتازًا ينافس جوجل دوكس، بل ويتفوق عليه في بعض النواحي.
لا أعلم إن كنت سأستمر باستخدام خدمات مايكروسوفت التي تقدم جوجل خيارًا منافساً لها، فخدمات مثل جوجل فوتوز وجوجل كروم وجيميل وجوجل درايف أصبحت ناضجة، تعمل على جميع المنصات بنفس المستوى على جميع المنصات التي تدعمها، وتقدم الكثير من الميزات، كما أنها أصبحت خدمات شائعة عند معظم الناس. فلماذا أخالف الجميع، واستخدم خدمات لم تصل لمستوى الخدمات المعروفة؟
أضف إلى ذلك أنني كمستخدم لجوالات جوجل بيكسل، فاستخدام خدمات مايكروسوفت قد لا يكون خيارًا مناسباً. لدي آيفون للعمل ولكنه يبقى محدودًا بالعمل، باستثناء بعض التطبيقات الاجتماعية مثل انستقرام وسناب تشات.
التدوينة تجربتي بعد الإنتقال لخدمات مايكروسوفت لمدة سنة ظهرت أولاً على عالم التقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق