السبت، 29 أكتوبر 2016

هايبرلوب Hyperloop، التقنية التي ستنقل الرُكّاب بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة

Hyperloop

تمر التقنيات الجديدة بشكل عام بمجموعة من المراحل قبل أن تصل إلى أيدينا كمستخدمين؛ فهي تظهر أولًا على شكل فكرة جديدة في طور التطوير أو تظهر كنموذج جاهز للتجربة، لكنها في تلك الفترة تكون بأسعار خيالية. تنتقل بعدها لمرحلة مُتقدّمة -لو نجحت في جذب اهتمام الشركات- وتبدأ الجهود الحثيثة لتطويرها وتحويلها إلى مُنتج قادر على تنفيذ المهمة المطلوبة منه أولًا، وبأسعار منطقية ثانيًا.

هذه المراحل أو القالب يُمكن تطبيقه على معظم التقنيات ولتكن نظّارات جوجل Google Glass واحدة منها. النماذج الأولية ظهرت، ثم عملت جوجل على تطويرها قبل توفير نسخة للمطوريين بسعر 1500 دولار، صحيح أنه مرتفع لكنه أرخص بكثير من تكلفة النسخ الأولى من النظّارة. نفس الأمر مع نظّارات الواقع الافتراضي أو المُعزّز، أو حتى ألواح التزلّج الكهربائية.

بدرجة أعقد قليلًا من الناحية التقنية لدينا شركة SpaceX التي تسعى إلى تطوير طُرق السفر نحو الفضاء وتسعى جاهدة لتوفير وسائل نقل يُمكن لنا كأشخاص عاديين السفر عبرها والانتقال برحلات مُنظّمة إلى الفضاء الخارجي والعودة إلى الأرض بسهولة تامّة.

هذه الشركة نفسها -التي أسسها إيلون موسك Elon Musk- قدّمت للعالم أيضًا مفهومًا جديدًا للسفر على سطح الأرض، وهو مفهوم حظي باهتمام كبير على المستوى العالمي، وعلى المستوى العربي أيضًا حيث حرص بعض الطلاب المِصريون على المُساهمة في هذه التقنية من خلال مشاركتهم في معرض خاص أُقيم في ولاية تيكساس Texas.

maxresdefault

هايبرلوب Hyperloop هو اسم التقنية أو العلامة التجارية لوسيلة السفر الجديدة التي وضع مُسوّدتها الأولى موسك نفسه في عام 2013، صحيح أن نموذج قديم لفكرة مُشابهة طُرح منذ القرن الماضي، لكن نموذج موسك أقوى لأنه يُعالج المشاكل الموجودة في نماذج السفر الحالية.

باختصار تسمح هايبرلوب للمسافرين بالانتقال بسرعات عالية جدًا عبر أنابيب مُغلقة تمامًا. وبالأرقام، فإن هذا المفهوم سيسمح بقطع مسافة 560 كيلومتر بمدة زمنية لا تتجاوز 35 دقيقة فقط، أي أن السرعة الوسطية هي 970 كيلومتر مع إمكانية وصولها حتى 1200 كيلومتر في الساعة الواحدة.

وقبل الحديث بشكل تفصيلي عن التقنية وراء هذا المفهوم دعونا نتحدّث عن المشاكل الموجودة في وسائل السفر الحالية. في جميع وسائل الانتقال أو السفر في وقتنا الحالي تلعب قوّة الاحتكاك ومقاومة الهواء دورًا كبيرًا في الحد من سرعة أي شيء، وبالتالي لو حاولنا مثلًا زيادة سرعة القطارات العادية سيؤثر عامل الاحتكاك بالهواء أولًا، والاحتكاك بالسكّة الحديدية ثانيًا على السرعة وسينتج عنها حرارة عالية تتحوّل إلى احتراق في معظم الحالات.

يُمكن اعتبار المشاكل السابقة جزءًا أساسيًا من أسباب ظهور هايبرلوب والعمل على تطويره وتحويله إلى نموذج، مع وضع طموحات عالية لتحويله إلى وسيلة نقل يمكن لأي شخص في العالم ركوبها واختصار وقت الانتقال من مكان للآخر.

للتخلّص من مقاومة الهواء والاحتكاك يقوم هايبرلوب على مفهوم وضع عربات، كبسولات، أو سمّها ما شئت داخل أنابيب شبه معزولة من الهواء، هذه العربات سيركب المسافرون بداخلها للانتقال، أو يُمكن نقل البضائع من خلالها أيضًا. وستطفوا تلك العربات داخل الأنابيب على طبقة من الهواء تترواح سماكتها بين 0.5 إلى 1.3 ميلي متر فقط، بنفس المبدأ المستخدم في لعبة هوكي الهواء Air Hockey التي تطفوا على طاولتها القطعة البلاستيكية.

الآن ولكي تنتقل العربات أو تتحرك وتتسارع وتتباطئ سيتم الاعتماد على حقل مغناطيسي ناتج عن مُحرك حثّي خطّي Linear induction Motor أي يقوم بتحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حركية بالاعتماد على حقل مغناطيسي، وبالتالي يُمكن التحكم بحركة العربة التي تطفو في الهواء بكل سهولة.

وبكل تأكيد الاندفاع في بيئة شبه معزولة من الهواء يعني وجود هواء ناتج عن السرعة الكبيرة، وبالتالي يقوم مبدأ هايبرلوب على تركيب منفذ لتلقّي الهواء وضاغطة لإخراجه، بحيث يتم نقل الهواء الناتج من الطرف الأول إلى الطرف الثاني للعربة، وبالتالي لن تلعب مقاومة الهواء دورًا أثناء عملية النقل.

شركة Hyperloop One تُعتبر من الشركات التي تتعامل مع مفهوم هايبرلوب بجديّة كبيرة، حيث تعمل حاليًا على بناء خط لتجربة التقنية على طول 3 كيلومتر تقريبًا، بعد تجارب أولية ناجحة أُجريت على مسافات صغيرة جدًا.

ما يُميّز هايبرلوب هو أنه مفتوح المصدر، أي أن النظام العام متوفر للجميع ويُمكن لأي شخص الاستفادة من المُساهمات المُختلفة التي أُدخلت إليه من أجل تطوير نموذجه الخاص، وبالتالي سرعة أكبر في التطوير. صحيح أن المنافسة موجودة بين الكثير من الشركات، لكنها في نفس الوقت تُساهم جميعها في تطوير المفهوم الأساسي لتحويله إلى واقع ملموس في المستقبل القريب.

التدوينة هايبرلوب Hyperloop، التقنية التي ستنقل الرُكّاب بسرعة 1000 كيلومتر في الساعة ظهرت أولاً على عالم التقنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق